فصل: الإعراب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وأبقى} بالإمالة للأصحاب والتقليل لورش بخلف عنه. ولا إمالة في {عفا} لأنه واوي.
المدغم الكبير:
{وينشر رحمته}، {يأتي يوم}، ولا إدغام في {بعد ظلمه} لأن الدال مفتوحة بعد ساكن.
{من ورائ} رسمت الهمزة على ياء ففيه لحمزة وهشام وقفا تسعة أوجه: الإبدال ألفا مع القصر والتوسط والمد ثم التسهيل بالروم مع المد والقصر ثم الإبدال ياء ساكنة مع القصر والتوسط والمد ثم روم حركتها مع القصر.
{أو يرسل} {فيوحي}، قرأ نافع برفع اللام من {يرسل} وبإسكان الياء بعد الحاء من {فيوحي} والباقون بنصب اللام والياء.
{يشاء إنه} {جعلناه}، {صراط} معا، {تصير}، كله لا يخفى. اهـ.

.فصل في حجة القرأءات في السورة الكريمة:

.قال ابن خالويه:

ومن سورة حم عسق الشورى:
قوله تعالى: {عسق} أجمع القرأء على إدغام النون في القاف وبينهما متباعد في المخرج وأظهر حمزة النون عند الميم في {طسم} فالحجة في الإظهار أن الميم قد أفردت من السين في أول سورة النمل وألحقت بها في اول الشعراء والقصص فبين فيهما ليعلم أن الميم زائدة على هجاء السين ولم تنفرد السين من القاف فيحتاج في ذلك إلى فصل فبنى فيه الكلام على الأصل والنون تدغم عند الميم وتخفى عند القاف والمخفي بمنزلة المظهر فلما ثقل عليه التشديد وكرهه في طسم أظهر ولما كان المخفي بمنزلة المظهر لم يحتج إلى إظهار ثان.
قوله تعالى: {كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله} يقرأ بكسر الحاء وفتحها فالحجة لمن كسر أنه جعله فعلا لله عز وجل فرفع لفظ الاسم بفعله والحجة لمن فتحها أنه جعل الفعل مبنيا لما لم يسم فاعله ورفع اسم الله تعالى بدلا من الضمير الذي في الفعل أو بإعادة فعل مضمر أو بإضمار اسم مبتدأ يكون اسم الله تعالى خبرا له.
قوله تعالى: {يتفطرن من فوقهن} يقرأ بالياء والتاء فيه وفي {تكاد} والنون مع التاء والياء والتخفيف وبالتاء في مكان النون بعد التاء والياء والتشديد وتقدم شرح جميع علل ذلك في سورة مريم بما يغني عن إعادة قول فيه.
قوله تعالى: {ويعلم ما تفعلون} يقرأ بالتاء والياء على ما قدمناه في أمثاله.
قوله تعالى: {ومن آياته الجوار} اتفقت المصاحف على حذفها خطا واختلف القرأء في اللفظ بها، فمنهم من أثبتها وصلا ووقفا واحتج أنه إنما كان حذفها لمقارنة التنوين فلما زال التنوين بدخول الألف واللام عادت إلى أصلها.
ومنهم من حذفها وقفا وأثبتها وصلا ليكون متبعا للخط وقفا وللأصل وصلا.
ومنهم من حذفها وقفا ووصلا واحتج بأن النكرة الأصل والمعرفة فرع عليها فلما حذفت الياء في النكرة لمقارنة التنوين ثم لما دخلت الألف واللام دخلتا على شيء قد حذف أصلا فلم يعيداه لأن الأصل أقوى من الفرع.
قوله تعالى: {ويعلم الذين يجادلون} يقرأ بالنصب والرفع فالحجة لمن نصب أنه صرفه عن المجزوم والنصب بالواو عند الكوفيين وبإضمار أن عند البصريين ودليل ذلك قوله تعالى: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} بالنصب والحجة لمن رفع أنه استأنف بالواو لتمام الشرط والجزاء بابتدائه وجوابه.
قوله تعالى: {كبائر الإثم} يقرأ بالتوحيد والجمع فالحجة لمن وحد أنه أراد به الشرك بالله فقط لأن الله تعالى أوجب على نفسه غفران ما سواه من الذنوب ولذلك سماه ظلما عظيما والحجة لمن جمع أنه أراد بذلك الشرك والقتل والزنا والقذف وشرب الخمر والفرار من الزحف وعقوق الوالدين فذلك سبع.
وقال ابن عباس هي إلى سبعين أقرب منها إلى سبع وقيل هي من أول النساء إلى قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه} وإذا ثبت أن أكبر المعاصي الشرك بالله فأكبر الطاعات الإيمان بالله وهو الإقرار باللسان والتصديق بالقلب وقيل أكبر من الشرك ما أدعاه فرعون لنفسه من الربوبية وقيل إذا اجتمعت صغائر الذنوب صارت كبيرة.
قوله تعالى: {أو يرسل رسولا فيوحي} يقرأن بالرفع والنصب فالحجة لمن رفع أنه استأنف بـ: أو فخرج من النصب إلى الرفع والحجة لمن نصب أنه عطفه على معنى قوله: {إلا وحيا} لأنه بمعنى أن يوحي إليه أو يرسل رسولا فيوحى فيعطف بعضا على بعض بـ أو وبالفاء ومعنى قوله: {إلا وحيا} يريد إلهاما أو من وراء حجاب كما كلم موسى أو يرسل رسولا يريد به جبريل صلى الله عليه وسلم وعلى جميع النبيين والملائكة والمقربين. اهـ.

.قال ابن زنجلة:

42- سورة حم عسق الشورى:
{كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم 3}.
قرأ ابن كثير كذلك {يوحى} إليك بفتح الحاء على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون {يوحي} بكسر الحاء من قال: {يوحى} بالفتح بني الفعل للمفعول به احتمل أمرين جاء في التفسير أن {حم عسق} قد أوحيت لى كل نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يجوز أن يكون يوحى إليك السورة كما أوحي إلى الذين من قبلك ويجوز أن يكون الجار والمجرور يقومان مقام الفاعل وقوله: {الله العزيز الحكيم} مبين للفاعل كقوله: {يسبح له فيها} ثم قال: {رجال} كأنه قيل من يسبح له فقيل يسبح له رجال.
فأما من قرأ {يوحي} بكسر الحاء فإن اسم الله يرتفع بفعله وهو {يوحي} وما بعده يرتفع بالوصف وحجتهم في بناء الفعل للفاعل.
قوله: {إنا أوحينا إليك}، {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قرأ نافع والكسائي {يكاد السماوات} بالياء لأن {السماوات} جمع قليل والعرب تذكر فعل المؤنث إذا كان قليلا كقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} ولم يقل انسلخت و{قال نسوة} ولم يقل وقالت قال ثعلب لأن الجمع القليل قبل الكثير والمذكر قبل المؤنث فجعل الأول على الأول.
وقرأ الباقون {تكاد} بالتأنيث لتأنيث {السماوات} والفعل متصل بالاسم.
قرأ أبو عمرو وأبو بكر {ينفطرن} بالنون أي ينشققن وحجتهما قوله: {السماء منفطر به} ولم يقل متفطر وقرأ الباقون {يتفطرن} بالتاء أي يتشققن والأمر في التاء والنون يرجع إلى معنى واحد إلا أن التاء للتكثير وذلك أن {ينفطرن} من فطرت فانفطرت مثل كسرت فانكسرت و{يتفطرن} من قولك فطرت فتفطرت مثل كسرت فتكسرت فهذا لا يكون إلا للتكثير.
{ذلك الذي يبشر الله عباده الذين ءامنوا وعملوا الصلحت 23}.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي {ذلك الذي يبشر الله} بالتخفيف أي يبشر الله وجوههم أي ينور الله وجوههم وحجة أبي عمرو في تفريقه بين التي في {عسق} وبين غيرها ذكرها اليزيدي فقال لما لم يكن بعدها بكذا وكذا كانت بمعنى ينضر الله وجوههم فترى النضرة فيها.
وقرأ نافع وابن عامر وعاصم {يبشر الله} بالتشديد قالوا إذا كان من البشرى فليس إلا يبشر بالتشديد.
{وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون 25}.
قرأ حمزة والكسائي وحفص {ويعلم ما تفعلون} بالتاء وقرأ الباقون بالياء وحجتهم أنه أخبر عن عباده المذكورين في سياق الكلام فكأنه قال وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعل عباده.
وحجة الباقين أن الخطاب يدخل فيه الغائب والحاضر.
{وهو الذي ينزل الغيث من بعدما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد 28}.
قرأ نافع وابن عامر وعاصم {وهو الذي ينزل الغيث} بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف وهما لغتان مثل نبأته وأنبأته وعظمته وأعظمته وإنما خص حمزة والكسائي الحرفين ها هنا وفي لقمان. لأن ينزل فيهما من إنزال الغيث وقد قال الله تعالى: {وأنزلنا من السماء ماء}.
{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} 3.
قرأ نافع وابن عامر {وما أصابكم من مصيبة بما كسبت} بغير فاء وقرأ الباقون {فبما كسبت أيديكم} بالفاء وهو في العربية أجود لأن الفاء مجازاة جواب الشرط المعنى ما يصيبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ومثله قوله: {ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك} فأما من قرأ {بما كسبت أيديكم} على أن ما في معنى الذي والمعنى والذي أصابكم وقع بما كسبت أيديكم.
{ومن ءايته الجوار في البحر كالأعلم 32}.
قرأ ابن كثير {ومن آياته الجواري} بالياء في الوصل والوقف على الأصل واحدها جارية فلام الفعل ياء.
وقرأ نافع وأبو عمرو بإثبات الياء في الوصل وحذفها في الوقف وإنما قرأ كذلك ليكونا متبعين للكتاب وللأصل.
وقرأ أهل الشام الكوفة بحذف الياء في الوصل والوقف لأن مرسوم المصاحف بغير ياء فاتبعوا المصاحف.
{ويعلم الذين يجدلون في ءايتنا ما لهم من محيص 35}.
قرأ نافع وابن عامر {ويعلم الذين يجادلون في آياتنا} بالرفع على الاستئناف لأن الشرط والجزاء قد تم فجاز الابتداء بما بعده.
وقرأ الباقون {ويعلم الذين} بالنصب على إضمار أن لأن قبلها جزاء تقول ما تصنع أصنع مثله وأكرمك على إضمار أن أكرمك وإن شئت قلت أكرمك على تقدير أنا أكرمك على الاستئناف وإن شئت قلت وأكرمك.
{والذين يجتنبون كبئر الإثم والفواحش 37}.
قرأ حمزة والكسائي {كبير الإثم} على الواحد وفي النجم مثله وحجتهما ما روي عن ابن عباس أنه قال عنى بذلك الشرك بالله ويجوز أن تقول بالتوحيد لأن التوحيد يؤدي عن معنى الجمع فيكون المعنى كبير كل إثم.
وقرأ الباقون {كبائر الإثم} على الجمع وحجتهم ما في الآية وهو قوله: {والفواحش} قالوا ولو كان كبير الإثم لكان والفحش ويقوي الجمع أيضا إجماع الجميع على قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه}.
{وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء 51}.
قرأ نافع {أو يرسل} بالرفع {فيوحي} ساكنة الياء وقرأ الباقون {أو يرسل} بفتح اللام {فيوحي} بالفتح.
قال سيبويه سألت الخليل عن قوله: {أو يرسل رسولا} بالنصب فقال: {يرسل} محمول على أن سوى هذه التي في قوله: {أن يكلمه الله} قال لأن ذلك غير وجه الكلام لأنه يصير المعنى ما كان لبشر أن يرسل الله رسولا وذلك غير جائز وإنما يرسل محمول على معنى وحي المعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا بأن يوحي أو يرسل ويجوز الرفع في يرسل على معنى الحال ويكون المعنى ما كان لبشر أن يكلمه الله إلا موحيا أو مرسلا ويجوز أن يرفع أو يرسل على هو يرسل وهذا قول الخليل وسيبويه. اهـ.

.فصل في فوائد لغوية وإعرابية وبلاغية في جميع آيات السورة:

.قال في الجدول في إعراب القرآن الكريم:

سورة الشّورى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

.[سورة الشورى: الآيات 1- 3].

{حم (1) عسق (2) كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)}.

.الإعراب:

{كذلك} متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله يوحي {إليك} متعلّق ب {يوحى} ومثله {إلى الذين} فهو معطوف على الأول {من قبلك} متعلّق بمحذوف صلة الموصول الذين {اللّه} لفظ الجلالة فاعل {يوحي} مرفوع..
جملة: {يوحي} {اللّه} لا محلّ لها ابتدائيّة.

.الفوائد:

{حم عسق}: سئل الحسين بن الفضل لم قطع حروف {حم عسق} ولم يقطع حروف {المص} و{المر} و{كهيعص}، فقال لأنها بين سور أوائلها {حم} فجرت مجرى نظائرها، فكان {حم} مبتدأ، و{عسق} خبره، ولأن {حم عسق} عدت آيتين وعدت أخواتها التي لم تقطع آية واحدة، وقيل: لأن أهل التأويل لم يختلفوا في {كهيعص} وأخواتها أنها حروف التهجّي، واختلفوا في {حم} فجعلها بعضهم فعلا فقال معناها {حمّ الأمر} أي قضي، وبقي عسق على أصله. وقال ابن عباس (ح): حلمه، (م): مجده، (ع): علمه، (س): سناه، (ق): قدرته، أقسم اللّه عز وجل بها. وقال ابن عباس: ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أوحي إليه {حم عسق} فلذلك قال اللّه تعالى: {كَذلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

.[سورة الشورى: آية 4].

{لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4)}.

.الإعراب:

{له} متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ {ما}، {في السماوات} متعلّق بمحذوف صلة ما (الواو) عاطفة {ما في الأرض} مثل ما في السماوات ومعطوف عليه {العظيم} خبر ثان مرفوع.
جملة: {له ما في السماوات} لا محلّ لها استئنافيّة وجملة: {هو العليّ} لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.

.[سورة الشورى: آية 5].

{تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5)}.

.الإعراب:

{من فوقهنّ} متعلّق ب {يتفطّرن}، (الواو) عاطفة في الموضعين {بحمد} متعلّق بحال من فاعل يسبّحون {لمن} متعلّق ب {يستغفرون}، {ألا} للتنبيه {هو} ضمير فصل..